الملك، الأمن الغذائي
د.حازم قشوع
يبدو ان توقعات جلالة الملك باندلاع ازمة غذائية عالمية بدات تتبلور ان لم تكن بقيد التشكيل اذا ما اندلعت الحرب العالمية من ابواب اوكرانيا التى يزداد فيها سخونة المشهد العام مع ابتعاد الجميع عن طاولة الوفاق والتوافق حول عناوين سياسية تبدد سحب الغمائم المثقلة باسقاطات محمومة بعد ما اخذ المشهد فى اوكرانيا يجنح تجاة التاجيج العسكرى بعد الفشل الذى اصاب الوصول الى صيغة تفاهمات تحفظ للجميع ماء الوجه وهذا ما سيكون له انعكاسات على الصعيد الميداني كما على الحالة الغذائية الناتجة من مسالة القمح والمسالة الاخرى تتعلق بتعويض مصدر جديد للغار بدلا من روسيا التى كانت تعتمد عليها اوروبا باستيراد الغاز .
فتشير التقارير ان الناتج العالمي من القمح تشيير قد تقلص مستوى مخزونة بسد الاحتياجات العالمية من واقع 45 يوما الى 5 ايام فقط مع رفع الصين مستويات التخزين ووقف روسيا لعملية التصدير وهذا ما يجعل من ازمة القمح تصبح ازمة حقيقية فى حال توقف الديمنو الصيني والروسي عن العمل والانتاج على الرغم من محاولة الولايات المتحدة دعم المزارعين بمبلغ وصل الى 32 مليارا لسد النقص المتوقع الا ان ذلك لن يسد الفراغ الذى سيخلفه انقطاع التصدير الروسي والصيني حسب التقديرات العالمية وهما الدولتان الذى يعتمد عليهم الكثير من الدول وبعض العربية للايفاء بالحتياجات المعيشية لاسيما بعد ما تقلص الناتج الاجماعي العام من انتاج القمح كما فى بقية المنتجات الزراعية الى اكثر من ربع الناتج العام العالمي نتيجة الحالة الوبائية التى مازالت تجتاح العام منذ اكثر من عامين .
وعلى الرغم من محاولة الولايات المتحدة الاستعاضة عن روسيا بدولة قطر فى مسالة الايفاء بالاحتياجات الاوربية فى مسالة الغاز عبر البواخر الا ان الكلفة التقديرية لذلك ستكون باهظة كما ان دولة قطر لديها التزامات مع الدول الاسيوية وهذا ما يجعل مسالة دخول الولايات المتحدة بثقل ميداني عسكرى واسع امرا بحاجة الى دراسة عند استعراض موضوع ملء الفراغ الذى سيخلفه ذلك وهذا ما يضع الكثير من المراقبين فى امام حيرة التنبؤ وذلك لكثرة القضايا المتشابكة فى اخراج الاحداث هذا لان الدخول فى نقطة اشتباك كهذه سيحمل تبعات كثيرة وفاتورة ما بعد ستكون باهظة .
لكن هنالك من يرجح اندلاع ازمة رغم هذه المعطيات وهم يشكلون اغلبية تقديرية فالولايات المتحدة عندما تبدا بحساب تداعيات مشهد الاندلاع فهذا يعنى ان هنالك قرارا باطنيا قد اتخذ لضرورة انهاء حالة السجال او التنمر على حد وصف بعض المتابعين فالولايات المتحدة ان لم تتخذ قرار حاسم ولو بعد حين ازاء ما يحدث من احداث فان استدراك الامر سيكون من الصعب نيله وهذا ما يجب اعادة حسابه وضرورة احتسابه لاسيما وان البرنامج الذى جاء به الرئيس بايدن يقوم على شعار حكم العالم وليس الاحتكام سياساته .
فان اتجهت الامور باتجاه التاجيج وهذا متوقع فان المنطقة مجبرة على الدخول فى البرنامج الاحترازي الذى كان بينه جلالة الملك للامن الغذائي الاقليمي والذى كان قد اكد جلالة الملك منذ حين عندما دعى الى ضرورة تمكين الاردن ليكون العنوان الرئيسي للامن الغذائي فى المنطقة بكل روافده ، فهل تستدرك المنطقة هذا المضمون وتعقد اجتماعا على مستوى القمة لهذه الغاية وهو السؤال الذى سيبقى برسم اجابة قادة دو ل المنطقة.